نقطة تانية نلاحظها في شباب الرسول ..
و تمر السنين.. حتى يبلغ النبي ضالته في غار حراء.. يتحنث فيه الليالي ذوات العدد.. يتجه بقلبه و عقله وكيانه كله الى الله..
و ما أحوجنا نحن الى هذه الخلوة.. أن تخلو بنفسك و لو 10 دقايق كل يوم.. تحاسب نفسك.. تراجع حساباتك مع الله.. تتأمل في حال نفسك.. تستقرئ رسائل الله اليك.. و ياسلام لو ليك حظ من تهجد أو قيام ليل.. أجمل خلوة.. تختلي فيها بالله عز و جل.. عشام كده كان قيام الليل في بداية الدعوة فرض.. كان فرض على النبي .. ان ناشئة الليل هي أشد وطأً و أقوم قيلا..
و مايحسش بقيمة الخلوة دي الا اللي جربها.. تحس قد ايه انك بقيت خفيف.. لما تعيد حساباتك.. و تحس قد ايه الدنيا صغيرة قوي.. ولا حاجة..
الدنيا بتاخدنا .. دوامة.. لو نزلت فيها صعب تطلع.. حتى بيسموها "متلازمة شلالات نياجرا".. بمعنى انك وقت مادخلت في التيار بيشدك بعنف.. خصوصا المنطقة اللي قبل الشلالات مباشرة.. بتبقى عنيفة و بتجرفك بسرعة نحو الحافة.. عشان كده لازم تشد نفسك.. اطلع برة التيار ده شوية..اختلي بنفسك.. فكر شوية.. عيد تشكيل قناعاتك..
5- "ليتني أكون فيها جذعا"..
يا ريتني يا محمد كنت شاب لسة بقوتي عشان انصرك..
ياليتني أكون فيها جذعا..و هنا نقطة مهمة جدا.. أهمية الشباب في الإسلام..
و هنا الكلام للشباب.. فترة الشباب اللي احنا فيها دي هانتسأل عنها يوم القيامة و هانتحاسب عليها بشده..
لا تزولا قدما عبد حتى يسأل.. عن عمره فيما أفناه.. و عن شبابه فيما أبلاه..
أبليت شبابك في ايه؟.. في طاعة الله؟.. والا في معصية الله؟..
الحقيقة يا بخته اللي عاش شبابه لله و استغل كل لحظة فيه لطاعة الله و الدعوة الى سبيل الله..
يابخته اللي أحلى سنين عمره.. اللي كان ممكن يعصى فيها الله.. يابخته اللي عاشها لله.. ييجي يوم القيامة كده بكل فخر.. و هو بيسأل .. عن شبابه فيما أبلاه.. أبليته فيك يا رب.. في طاعتك يا رب.. في الدعوة الى سبيلك يا رب.. في إصلاح و تزكية نفسي و الأخذ بإيد غيري يا رب..
انا ممن صدقوا الرسول : "بعثني الله تبارك و تعالى فصدقني الشباب و كذبني الشيوخ.."
و يا بختك كده يوم القيامة و انت مع السابقين الأولين ممن صدقوا الرسول من الشباب..
و هانشوف سوا في محطاتنا مع الصحابة.. كان عمرهم قد ايه.. احنا لو جينا نبص على أوائل المسلمين مانلاقيش فيهم غير سيدنا أبو بكر بس هو اللي كبير.. الباقي كلهم شباب صغير.. اللي قام صرح الإسلام على اكتافهم هما الشباب..
سيدنا علي يسلم عنده 7 سنين.. و يهاجر و عنده 20 سنة..
الزبير بن العوام 12 سنة..
طلحة بن عبيد الله 13 سنة..
مصعب بن عمير.. سفير الإسلام في المدينة .. 21 سنة..
هي دي الناس اللي قام على أكتافها الإسلام..
الحقيقة الإسلام كرم الشباب جدا..
داروين قال ان الإنسان اساسا حيوان..
و بناءا عليه جه فرويد يفسر كل حاجة تفسير حيواني.. فصورلنا الشباب و المراهقين على انهم قنبلة جنسية متحركة.. طاقة جنسية لازم تطلق.. ماتكبتش والا يبقى غلط.. يحصل عندهم عقدة.. يجيلهم مرض التهيؤات بتاع حسن يوسف في فيلم "للرجال فقط