منصورة الرايات والكلمات

منصورة الرايات والكلمات

( حازت الجائزة الثانية فى مهرجان الشعر سنة 2004 )

**********************

أتيتك هاربا فى كلمتى الخضراء

من خلف المدى المسجون

بين محاجر الزمنِِ

أتيتكِ يا شطوط الشعر والشعراء والإبداع

ملاحا .. ببحر الحب

مطرودا من السفنِ

أتيت إليكِ أزرع صوتى المفقود فى كفيّكِ

زنبقة من الوهج

أتيتكِ هاربا من شعرنا المرتاع

بين لواعج الحب

وبين الأعين الشقراء والحوراء

وسحر الطرف ...

أتيتكِ هاربا من شعر من بسطوا حروفهم

وداسوها بـ خيل الخوف والوهج

ومن فرشوا كرامتهم وأحرفهم

لكى تعلو مناصبهم

بمدح الخلق والأمراء

والسلطان ...

أين جسارة الكلمات بين حوالك المحن ...؟؟

أتيتكِ كى أشمّ بعطرك الرفـّـاف

أريج كرامة الشعر

وألمح فى عيونكِ أسطرا للمجد والإقدام

للزحف الذى للأمس

يسرع بى وينقلنى

ويحملنى إلى ( دار بن لقمان )

فوجه ( لويس ) فى إطراقة المخذول يذكرنى

وأدمعه .. رهائننا على الجدران

تنصت لى وتسمعنى

وتذكر أننى فرع من الأحفاد

وإن بعدت مسافاتى

وصوتى فى التاريخ

لم يزل ( ديزيه ) يعرفه ويعرفنى

أيا منصورة الرايات والكلمات

لا تبعدى وجهك عن سواعدنا

أنا أجد فيكِ المجد والإلهام

والشعر الذى لا يعرف الخوف

هنا الشعراء والأدباء يمتشقون

سيف الكلمة البكر

التى لا تغمض الطرف

كحد السيف تخنرق

كعصف الريح تنطلق

أنا لا أعرف الشعر المريض

لا أحالفه

فنبض دمى هو الطوفان ..لكن

لم يجد مجرى

فهل أجد الرحاب بين يديكِ ؟؟

كى لا أفقد الشعر

أيا منصورة الرايات والكلمات

كونى للإغتراب الحرف فى عمقى سكنا

وكونى البحر والملاح والسفنا

وكونى المرفأ المأمون والمدنا

تفر إليكِ كل حروفى من الغربه

وتخلع فى يديكِ الخوف والإطراق والرهبة

وتلمع فى جسارتها

وتشرق فى طهارتها

وتلمس فى ضمير الناس صوت الحق

وتلمس فى نزول الغيث صوت الله

يدفعها لتطلق كل قوتها

كصاعقة .. تعيد الجزر للمدّ

تعيد لسنـّـة الأشياء حكمتها وعزتها

حلاوتها ونضرتها

لكى لا نفقد المعنى

أيا منصورة الرايات والكلمات

كونى لى سكنا

************************

****************